مراحل ما قبل الإنتكاس وبعده لابن القيم

مراحل ماقبل الإنتكاس وبعده لابن القيم رحمه الله

هذه الرسالة الرابعة في علم شيخ الإسلام ابن القيم – رحمه الله – وهذه الرسالة مُتممة فيما نتكلم فيه من العلاج من الأمراض التي تكون في النفس وهذه المحاضرات يجب أن تكون مُستصحبة مع طالب العلم في أيما فن يُريد أن يتعلمه فهذه بمثابة الدواء فيما نتكلم فيه من الأمراض.

أمراض القلب

مرض عام وهو عشق الصور

مرض عام: يسمى بعشق الصور وهذا العشق يختلف بإختلاف مرض الشخص وهذا المرض موجود في بني آدم إلا من رحم الله فقد يكون في قلب الشخص عشق المال ويكون مرضًا إذا قدمه على أوامر الله وجعله يركب مركب الحرام .

والمال محبته جبلية طباعية كالطعام والشراب “وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ” الخير هنا هو المال فحب المال جبلي طبعي. فمتى يصير حبه محرما ويدخل تحت عشق الصور؟ إذا صرفك عن أمر من أوامر الله أو جعلك تركب المحرم الذي نهاك الله عنه ( إذا جعلك تترك فريضة أو تأكل الربا أو تأخذ الرشوة أو تترك أمرًا من أوامر الله ما دام دون ذلك فهو على أصل الإباحة ) وهذا مما ابتلاك الله به قال تعالى “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ” فإذا صرفك المال عن طلب العلم صار المال وبال عليك, فهذا صارعشقا للصور.

 حب النساء في ذاته جبلي طبعي ، فمتى يكون محرما ؟ إذا جعلك تركب محرما أو تترك فريضة أو تنظر لامرأة في الحرام وإنما تفضي هذا الأمر الجبلي الطبعي فيما أحله الله وإذا لم يستطع أن يقضي هذا فيما أحله الله من الزواج فهنا عليه الصبر وإنما يصبر من يصبره الله.

 الصبر يُكتسب مثل العلم يُكتسب, زي شغلك يكتسب قال النبي – صلى الله عليه وسلم – “إنما الصبر بالتصبر وإِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، و إِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، و مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ ، و مَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ “

بالتعلم قد يكون عشق الصور عند فلان التفاصيل بأنه يمسك تليفونه ليل نهار أخبار الذهب إيه؟ آخر الأخبار إيه؟ آخر الموديلات إيه ؟ أحدث غرف النوم إيه ؟ هذه ليس له فيها حاجة هو هو لن يشتري أي شيء لكن المسالة كلها هو يعشق هذا فهذا مرض أيما محل يمرعليه سواء كان محل تليفونات محل ملابس هو لن يشتري ولكن يُحب أن ينظر فهذا يُسمى عشقًا وهذا مرض أيضًا قال تعالى “وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ” إن كان لك فيه حاجة اشتري, ليس لك فيه حاجة إمضي وامشي.

 مرض خاص وهو عشق الحرام

وهو العشق الذي يقتل القلب وهوعشق النساء, فإن العبد لا يزال في عافية ما لم يقع في هذا العشق المحرم.

قال ابن القيم – رحمه الله – وان سأل سائل مما إبتُلي هذا العاشق؟ قال اعلم أن الأصل في ذلك إذا كانت الأرض خالية ألقى فيها من شاء ما شاء وقتما شاء

الأرض اللي بتكون فاضية وما لها أصحاب ماذا يُرمي فيها ؟ زبالة وإذا لم يكن هناك من ينظف فالزبالة تزداد فإذا كانت هذه الأرض مشغولة ببناء مصنع أو محل وهناك حارس يجلس لحمايتها مستحيل أن تجد أي حد يرمي أي شيء لأن القاعدة “المشغول لا يُشغل”. المياه مُحال أن تضع فيها شاي إلا أن تفرغها أولا ثم تضع فيها الشاي لأن المشغول لا يُشغل فلا بد أن تلقي ما فيها لتُشغلها بما تريد فالقلب كذلك إذا كان فارغًا ألقى فيه كل شيء, فما دخل هذا العشق المحرم في القلب إلا أن كان القلب فارغًا غير مشغول بشيء لذلك طلب العلم ليس فرض عين عليك فقط بل طلب العلم يحفظك; فتنشغل بقراءة القرءان, تنشغل بمجالس العلم, فالقلب دائما في حالة إنشغال ويعلم أن هذا حرامًا وهذا يجلب عقوبة في الدنيا قبل الآخرة فإذا شُغل القلب فلا ينشغل بشيء آخر فالعشق المحرم ما دخل القلب إلا لأن القلب فارغًا.

قال ابن القيم – رحمه الله – : وهؤلاء قوم خلت قلوبهم من ذكر الله فابتلاهم الله بذكر غيره

جزاء وفاقا, حينما تترك ذكر الله على لسانك هيبتليك بغيره, تلاقي على لسانك أغاني, حينما تنشغل عن النظر إلى ما أحل الله وتبتعد يبتليك بالنظر لغيره فأسأل الله دوما العافية.

 قال ابن القيم – رحمه الله – في كتاب دار السعادة “العلم يحفظك وأنت تحفظ المال”

الفرق بين العشق والشرك 

قال ابن القيم – رحمه الله – : ولهذا كان العشق والشرك متلازمين وإنما حكى الله – سبحانه وتعالى – العشق عن المشركين من قوم لوط وعن امرأة العزيز وكانت إذ ذاك مشركة لذلك ما أوقعها في العشق الحرام إلا شركها لأن قلبها خالٍ من التوحيد وعامر بالشرك والكفر وما حمى يُوسف إلا خالص التوحيد

 الشرك قسمان: قسم أكبر وقسم أصغر ( وسمي أصغر ليس لأنه صغيرًا ولكنه كبيرة من الكبائر وسُمي أصغر لأنه مقابلا للشرك الأكبر المخرج من الملة )

 كلما قوي الشرك في القلب كلما إبتلي العبد بالعشق سواء كان الشرك أكبر مخرج من الملة أو سواء كان مسلم وفي قلبه شركًا أصغر. كلما قوي الرياء والعجب في قلبك كلما قوي عشق الصور لأن المُرائي أصلا فيه عشق الصور فيعشق صور الناس ونظرالناس إليه والذي يُعجب بعمله يعشق صورة الناس بالعمل لذلك العشق والشرك متلازمان.

 السوء هو العشق والفحشاء هي الزنا

العشق كلما تمادى وكبرلا بد أن يسوق إلى الزنا. ابن القيم – رحمه الله – قال: العشق هو قيام الشهوة في قلب العبد لذلك الشخص قد يحب امرأتان فهذا يسمى حب وحب امرأته وحبه لامرأته قد يجمع عليه القلب حتى لا يصرف بصره إلى الحرام فكان حب امرأة وسيلة إلى محبة الله فليس هو حبا مشاركا لله .

إنه: عند علماء الأصول حرف علة ، للتعليل أعطيت ابني مكافأة لأنه صادق يبقى كأنك بتقول لإخوته كل من صدق أعطيته مكافأة فكل من كان مخلصا في عمله لله يُخلصه الله من فتن الشهوات “إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ” كلما إشتد إخلاصك لله وقوي كلما كان أخلصك الله من فتن وشهوات الدنيا قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ان الله يحمي أحدكم الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه عن الطعام والشراب.

عشق الصور المحرمة هي نوع تعبد لها بل هو من أعلى أنواع التعبد, ليس التعبد فقط محصور في أنك تركع أو تسجد؟ لا.

مفهوم العبادة في الشرع

العبادة: هي كمال الحب مع كمال الذل

 كلما أزداد ذلك لشيء ومحبتك له بحيث إنه يصرفك عن أمر من أوامر الله أو يجعلك تركب محرما صار اسمها عباده له. قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : “تعِس عبدُ الدينارِ ، تعِس عبدُ الدرهمِ ، تعس عبدُ الخميصةِ ، تعس عبدُ الخميلةِ ، تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ”

 سماه النبي – صلى الله عليه وسلم – عبد الدرهم والدينار, ليه؟ سماه عبد لان شدة محبته للجنيه والدينار والدرهم جعلته يحسد ويُحقد ويترك واجبات أو جعله يركب حرامًا فهنا تُسمى نوع عبادة فنوع العبادة إذا فيها نوع شرك فهنا تفهم قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : “مَن لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ به شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ”

 فمش معنى الشرك إنك تروح للأضرحة أو تعبد الصليب فقط؟ لا, حينما يقول النبي – صلى الله عليه وسلم –” ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفعهم الله فيه” لا شرك أكبر ولا شرك أصغر.

وظيفة القلب من الجانب الشرعي

قال ابن القيم – رحمه الله – : كل عضو من أعضاء البدن خُلق لفعل خاص به في حصول ذلك الفعل منه ومرضه أن يتعذر عليه فعل الذي خلق له حتى لا يصدُر منه ( يجيله شلل يترك طلب العلم مطلقا, يترك قراءة القرآن بالكلية ) أو يصدر مع نوع من الاضطراب ومرض القلب أن يتعذر عليه ما خُلق له من معرفة الله ( بطلب العلم ) ومحبته وإيثار ذلك على كل شيء فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيء

خلق لك بصرًا كي تبصر, خلق لك اليد لكي تبطش بها وتعمل بها, خُلقت لفعل وكذلك الجهاز الهضمي والأنف والأذن وكذا وكذا. فما من عضو يخلق إلا لغاية فإذا مرض العضو( معنى ذلك أنه لا يؤدي وظيفته) مرض الجهاز الهضمي أي لا يؤدي وظيفته, مرضت اليد أي لا تؤدي وظيفتها مرضت العين أي أن العين لا تؤدي وظيفتها. فما معنى مرض القلب؟ أي لا يستطيع أن يقوم بوظيفة القيام بعبودية الله, فلما تجد قلبك غير قادر على طلب العلم إذن القلب فيه مرض; لأنه ليس قادرًا على أداء وظيفته, حينما تجد أنك كسلان في الصلاة فاعلم أن القلب به مرض(القلب جاله شلل) فإذا تركت طلب العلم مطلقا فمرض القلب إستحكم هنا. زي الايد مش قادر يحركها مطلقا فهنا جاله شلل “فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ “ لماذا الله زادهم مرضًا؟ لعلمه سبحانه أنهم لا يريدون أن يعالجونها أصلا.

 كيف أعرف أن قلبي مريض? إذا لم يقم القلب بوظيفته.ما هي وظيفته؟ القيام بعبودية الله “إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ “ القلب السليم ضد القلب المريض فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيء. كل علماء الجيولوجيا والفيزياء والطب كلهم عوام لأنهم لا يعرفون عن ربهم شيء إلا ما رحم الله فإذا عرف عن ربه شيئًا فهذا هو الخير.

 يقول ابن القيم – رحمه الله – في دار مفتاح السعادة : ومصطلح العلم في القرآن والسنة لا يُطلق إلا على من علم ربه وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – “‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” إذا أُطلقت كلمة العلم فإنما يُقصد بها العلم الشرعي.

موت القلب شرعًا

وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ( رجل قلبه مريض ويمضي ولا شاغل باله بأيما شيء والمرض يستحكم عليه مثل الوقت ثم بعد ذلك أصبح مجلسا مجليا ) ولا يعرف به صاحبه ( لماذا لا يعرف صاحبه بأن قلبه مريضا ؟ ) لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها بل قد يموت ولا يشعر صاحبه بموته; وهو أن يموت القلب وصاحبه لا يعرف بموته

أن يترك العلم ويترك الطاعة ويترك الصلاة وهو لا يشعر بذلك. من رحمة الله بالعبد أنه إذا فعل العبد ذنبًا أن يذكره الله ثم يمُن عليه بالتوبة ومن الخذلان أن العبد يُذنب ويُذنب ويُذنب ولا يرجع صاحب هذا المرض, ظل هكذا حتى مات قلبه لإنشغاله بأي شيء آخر حتى مات القلب فمتى يعرف العبد أن قلبه مات ؟ قال ابن القيم – رحمه الله – : وعلامة ذلك أنه لا تألمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده.

يمكنك أيضا قراءة: الفرق بين التوفيق والخذلان

 حينما يأتي شخص ويقول لماذا تقولون بأن النظر إلى النساء حرام ولا تصافح النساء؟ طيب ما أنا بصافح النساء ولا بحس بأي حاجة في قلبي وبنظر للنساء ولا أشعر بأي شيء في قلبي; بطلوا بقي النظرات الشهوانية الحيوانية بتاعتكم دي !!

 صحيح أنت لا تحُس بشيء لأن قلبك الله يرحمه, مات “وما بجرح لميت إيلام”

 من الذي يتألم؟ الشخص صاحب القلب الحي

 قال ابن القيم – رحمه الله – : فعقوبة الله على القلب بالموت أنه يظل ممتدًا في الذنب فيفعله بغير لذة لماذا يزني العبد ؟ ولماذا ينظر إلى النساء ويفعل الحرام ؟ كل هذا لذة, فالقلب الذي مات يفعل الحرام بغير لذة ولكن ميقدرش يسيبها فالموضوع عنده أصبح شيء عادي فلا لذة على طاعة يفعلها لأن قلبه مات ولا حتى الحرام بيستمتع به لأن القلب مات.

متى يعرف العبد أن قلبه قد مات ؟

الناس بين الإتباع والتقليد (ابن حزم رحمه الله)

قال ابن القيم : “ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده فان القلب إذا كان حيا تألم بورود القبيح عليه ويتألم بجهله بالحق”

 مثلا تقول لشخص بأن هذه بدعة, تجده لا يشعر بشيء فطالب العلم يُعرف بأن لديه إحساس, إن في مسألة ويقول إزاي أنا لا أعرفها؟ فيبحث ويأتي بكتب ويبحث هنا وهناك وينظر للخلاف والراجح والمرجوح ويُرجح ثم بعد أن ينتهي يشعر بالراحة.

 شخص ثاني: والله بيقولوا إن المسألة فيها خلاف, الأحناف بيقولوا والشافعية قالوا واللهُ أعلم. إحنا منعرفش! طيب ابحث ودور في المسألة! واجتهد واعرف الراجح والمرجوح! لكن لا يفعل كل هذا. ده قلبه ميت لا يحس ولا يشعر.

 ابن حزم كان ابن وزير (ابن رئيس الوزراء زي ما بيقولوا مولود وفي بوقه معلقة دهب) وهو صغير يأتي أبيه بمحفظ للقرآن له, وشخص يُعلمه كيف يأكل ويشرب, فحينما دخل البربر الأندلس أبوه إتشال من رئاسة الوزراء حصل قصة كبيرة معاه.

 دخل ابن حزم المسجد ذات يوم فجلس لحد ما يقيموا الصلاة فرجل قال له أنت جالس؟ قم صلى ركعتين تحية المسجد. فحينما انتهى من الصلاة أتى له رجل آخر وقال له لما تصلي؟ فهي ليست بفريضة الآن ليست بواجبة إجلس. لو أنا وأنت نعمل إيه؟ والله – جزاك الله خيرًا – وخلاص نصلي العصر ونمشي ونشوف الأكل اللي هيتاكل في البيت وخلاص على كده, ده أنا وأنت يعني ما (عندناش دم بالبلدي كده)

يمكنك قراءة: عدم الجلوس مع أهل البدع

 قال ابن حزم – رحمه الله: “رجل يقيمني ورجل يجلسني والله لأطلبن العلم ولاُري هؤلاء”

عنده دم, عنده إحساس زي مثلا واحد يقولك زكاة الفطر مال! والثاني يقول لك زكاة الفطر طعام! تطلع أنت بقي إيه يا شيخنا ؟ والله كله خير, مفيش دم. لكن واحد تاني عنده دم, هو واحد يقولي كده وواحد يقول لي كده والله لأطلبن العلم, هنا يأتي قوله تعالى “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” من هنا ابن حزم رجل لوحده يجعل الأندلس من مالكية إلى مذهب الظاهرية ,المذهب ده حينما تقرأ فيه لازم يكون في عشرات ومئات الناس معه, ده يكتب وده يصنف وده يطبع. 

ولما أحرقوا كتب ابن حزم فقال لهم: “إن تحرقوا القرطاس فلن تحرقوا الذي حواه فإنه يدورمعي حيث ادور”

يقول لهم حرقتم كتبي !؟ احرقوا, وكتبهم تاني, إنسان عجيب وعنده صبر وهذا الصبر لا يكون إلا بحب ممكن تتكلم بهذا الكلام وفي واحد تاني مش في دماغه أصلاً ولا فارق معاه وبعد ما يخرج من المحاضرة ممكن يقول لك ماذا قال آنفًا؟ مش في دماغه أصلاً الموضوع, مش في دماغه أصلا.

بداية طريق الإستقامة 

قال ابن القيم رحمه الله- قد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبرعليه وهو يؤثر بقاء المرض على مشقة الدواء فإن دوائه في مخالفة الهوى وهذا أصعب شيء على النفس

 عِرف إن القلب فيه مشكلة مبيروحش مجالس العلم لأن هناك مرض في قلبه, أنه لا يقرأ قرآن فهذا مرض في قلبه, أنه لا يقوم لقيام الليل ولا يقوم لصلاة الفريضة فيعلم بأن هذا في قلبه مرض, عرفت! طيب عالج بقي.

 واحد تعبان ومريض والدكتور يكتب له علاج ويأخذ منه معلقة ( هو أعوذ بالله دوا شرب ده ولا دوا مجاري ! ! ) معلقة واثنان ميقدرش, مرعليه, يا ابني خده هذا جعله الله سببًا, مش قادر ومياخدش العلاج !! فيصبر على مُرالألم ولا يصبر على مُر الدواء. هو علاجك تُب وامشي وبطل اللي بتعمله. صلي واذهب لطلب العلم, اعرف دينك هذا العلاج مر وشديد عليه, ممكن ياخده مرة واثنين ويشرب شوية ويحضر مرة واثنين ويرجع تاني…!!! ميقدرش صعب عليه ويرجع إلى ما كان عليه ويُصر على لذة المعصية بعلمه أنها مرض فيصبرعليها ولا يصبر على الدواء والموضوع كله مسألة وقت فقط وستتعود على هذا الأمر.

 الطفل الرضيع هو تعود على الرضاعة بقاله 12 شهر, في أي وقت بيرضع مرة واثنين وثلاثة وعشرة في اليوم, فتيجي مرة واحدة تقفل وتفطمه هيعمل إيه الطفل ؟ هيفضل يعيط

 الشاهد : عمال يعيط هو ده انت. انت لما تبدأ تمشي في الاستقامة إنت خدت على العوج; تنام وقت ما أنت عايز, تأكل وقت ما أنت عايز, تشرب وقت ما أنت عايز, لذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – ضرب مثل للدنيا لما يجي واحد يدخل مجلس الشعب ويبقى وزير ويمسك منصب ولا حاجة الدنيا كلها مفتوحة قدامه مفيش حاجة اسمها باب مقفول أي مكان يدخله نعم المرضعة (كل الأبواب مفتوحة له)

ولكن لما يجي يتشال من منصبه بئس الفاطمة, إزاي اتشال من منصبي بعد ما كنت وزير, هبقى أنا والبواب واحد…..!! مفيش يا باشا تاني ولا الكلام ده…!! دي ممكن يموت فيها !!

 نعم المرضعة (وقت ما هو عايزأي حاجة الباب مفتوح مفيش باب مقفول)

 لكن وقت ما يتشال مرة واحدة –بئس الفاطمة- ما بتقولش للطفل خلي بالك بكره هتتفطم…!! لأ.

إنفراد العبد علي الطريق دلالة علي صدقه

ولا سيما انه إنعدم الرفيق واستوحش من الوحدة وجعل يقول أين ذهب الناس فهذا حال أكثر الخلق وهي التي أهلكته فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرفيق الأول.

“وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا”

خلاص هو بدأ يعالج وماشي في الطريق قد لا يكون معه أناس قد يكون وحده فهذا صعب عليه فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق طلبه أن يكون وحده على الطريق دلالة على أنه صادق. معه أصدقاء على الطريق؟ خير, لكن لا تجعل هذا في قلبك بأن الموضوع سيستمر؟لأ كل يوم هو في شأن, لكن لا تتكأ على وجودهم بحيث إن تركوا تركت وان مشوا مشيت زي ما أنت حضرتك بتركب العربية ورايح الشغل الساعة ستة الصبح..!! لو لقيت حد في العربية بتركب ولو ملقيتش حد بردوا بتركب لأنك رايح شغلك دي دلالة على صدقك بأنك فعلا تريد الذهاب للعمل, لقيت ناس ماشية معاك في طلب العلم خير والحمد لله, ملقيتش خلاص زي ما أنت ماشي “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ “ أي على اضطراب “فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ”


مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *