كيف يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء ؟

اذا رأيت في القرآن  “يُضل من يشاء” “يهدي من يشاء”

كلمه من يشاء, ليست مشيئة مجردة وإنما مشيئة تابعة لقسمي الحكمة والعلم

فهذا العبد لو نزلت عليه الملائكه وكلمه الموتى وحُشرعليه كل شيء لن يهتدي إلا أن يشاء الله! فهذه المشيئة تابعة لاسم الحكيم واسم العليم, فاذا علم الله من قلب هذا العبد بأنه يريد الهداية لهداه ووفقه فالحكمة هنا وضع الهداية في هذا الموضع.وإن لم يكن يصاحبه حسد ولا كبرعن الإنقياد للحق; هناك أسباب, يُضل من يشاء- لسابق علمه وحكمته بأن هذا القلب لا يستحق الهداية; هذا أرضه بور.

 الرجل الثاني: ويهدي من يشاء لأن المشيئة تابعة للعلم والحكمة, فعَلم الله من قلبه أنه يريد الهداية فهداه للحق وعلم أن أرض قلبه تستحق الهداية فوضع الهداية موضعها.

عبد الله بن أبي بن سلول مع رسول الله

لم يقبل الحق من النبي -صلى الله عليه وسلم- باطنًا وإن آمن به ظاهرًا وكان من أهل النفاق الاعتقادي الذي كفره رب العالمين ومات كافرًا.فما الذي أدى به إلى الكفر؟ القلوب بيد الله. 

فتتعجب بأن هذا الرجل رأى النبي-صلى الله عليه وسلم-وصلى وراءه الخمس صلوات ومع ذلك مات منافقًا كافرًا!!

قال الإمام الذهبي: كان من السابقين الأولين في الصفوف

قبل الأذان ما يأذن تلاقيه قاعد يسمع القرآن من النبي -صلى الله عليه وسلم- كل يوم والأحاديث أيضًا من النبي -صلى الله عليه وسلم-ومع مرور هذه السنين لم يؤمن ولم يَسلم النبي -صلى الله عليه وسلم-    من أذيتيه.

فتتعجب إزاي ؟ القلوب بيد الله -سبحانه وتعالى.

” وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ “

ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة (نزلت الملائكة ورأها بعينيه) وكلمهم الموتى (الناس قامت من القبور تُكلمهم وتقول له على الذي حدث في القبر) وحشرنا عليهم كل شيء(الطير والدواب والأنعام يكلموه) قُبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله. (رغم كل ده … بردوا لا يؤمن)

فاعلم أن قلبه ليس بمحل طاهر لذلك لا يتم العلم في قلب العبد إلا إذا كان أرضه طيبة وطاهرة

فالجواب علي سؤال: كيف يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء ؟ هو إنه إذا علم الله من قلب العبد أنه يريد الهداية والرجوع إالي الله فالله يهديه ويوفقه وإذا علمه من العبد أنه لا يبالي ولا يهتم بالصلاة والقرءان وطلب العلم وأمر دينه عموما فيتركه الله ويُضله.

أقسام القلوب

القلوب تقسم كالأرض: أرض بور / أرض طيبة

القلب قد يكون أرضًا طيبة إذا ألقيت فيها أيما شئ يُعطيك الثمرة بتاعته (محاضرة واحدة تنفعه, كلمة واحدة تنفعه, موعظة واحدة تنفعه)

قلب أخر كالأرض البور إذا ألقيت فيها بملايين الدولارات لكي تُزرع وتُستطصلح لا تعطي الثمرة (تعظه وتكلمه مش نافع معاه)

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيان هذه المسألة “النَّاسُ مَعادِنُ كَمَعادِنِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ، خِيارُهُمْ في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُمْ في الإسْلامِ إذا فَقُهُوا، والأرْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنْها ائْتَلَفَ، وما تَناكَرَ مِنْها اخْتَلَفَ.” الدرر السنية

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

ما معنى خيرهم في الجاهلية خيرهم في الاسلام؟

تجد سلمان يأتي الله به من أرض فارس ويهديه بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يأتي بأبي لهب وأبو جهل مع أنهم أقاربه, لماذا؟ لعلم الله بأن أرض قلب سلمان تصلُح وأما الآخر أرضه بور.

قال ابن الجوزي رحمه الله: القلب يتشكل بما يدخله من العلم

هوعنده كبر لو تاب ودخل طلب العلم بالكبر ده سيتكبر بالعلم، لو في قلبه حسد وما نزعه من قلبه سيطلب العلم وفي قلبه حسد وسيظل يحسُد غيره بأنه قرأ القرآن أكثر من غيره وتعلم أكثر منه لذلك الأصل في هذا الباب إذا سلكت العلم فالأصل أن تُطهر هذا المَحل.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *