ما هو علاج مرض الوسواس سواء كان في الصلاة أو في الوضوء أو في التوحيد؟
أولا:الوسوسة دلالة على إيمان هذا العبد وليس كما يظن العبد.
لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ.(احنا بنسمع في صدورنا سب لله وسب لرسوله وكذا وكذا)
فشهد لهم صلى الله عليه وسلم بالإيمان, لماذا؟ لأن الإيمان هو الذي يحجزه.هو يسمع في صدره بأنه يسب الله والرسول صلى الله عليه وسلم والذات الإلهية, فلماذا لم يقل ذلك؟ دلالة على أن إيمانه يمنعه وليس كما يقول الموسوس دلالة على أنه مشرك.
يمكنك الإطلاع علي: قاعدة لا يستلزم من التصديق الإيمان
ثانيا: هذا مرض وإنما ينبغي أن يستعين بالله عليه فيدعو الله -عز وجل
ينبغي أن يستعين بالله عليه فيدعو الله -عز وجل كثيرًا حتى يرفع عنه ذلك وإن لم يشأ الله أن يرفعه فلن يُرفع ولو جاب الأرض طولها وعرضها إلا أن يشاء الله. فعليه أن يرفع يديه إلى الشافي -سبحانه وتعالى- فلا شفاء إلا شفاؤه. فالأصل في ذلك أن يستعين بالله ويُكثر الدعاء في الصلاة وفي السجود وفي قيام الليل.
“فمن أكثر الطرق على الباب كاد أن يُفتح له”
ثالثا: عليه بالقرآن وكثرة الذكرعمومًا وكثرة الإستغفار
فالقرءان والذكر وكثرة الإستغفار تجعل الشيطان يخنس فإن الشيطان يملك قلب ابن آدم إذا ابتعد عن ذكر الله كما قال تعالى:
“وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ “
“وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا “
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في عند ابن داود وابن ماجه ” أنَّ رجُلًا قال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ شَرائِعَ الإسلامِ قد كَثُرَت عليَّ، فأخبِرْني بشيءٍ أتشَبَّثُ به، فقال: لا يزالُ لِسانُك رَطبًا مِن ذِكرِ اللهِ تعالى”
فأعلى الذكر وأفضله كلام الله فعليه بقراءة القرآن والإستغفار والمحافظة على أذكار الصباح والمساء فهي بمثابة الحصن الحصين.
وُيخص بالذكر قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير 100 مره بعد صلاه الفجر وقبل غروب الشمس
فان النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أن ” مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه.”
بإمكانك الإطلاع علي: هل يجوز قراءة القرءان للحائض من المصحف
رابعًا:الأصل الأصيل هو طلب العلم
فإن طلب العلم يُضيق مسالك الشيطان فإن أيسر ما يكون على الشيطان هو العبد الجاهل فالعبد الجاهل يستطيع إبليس أن ياتي به يمينًا أو يسارًا ولكن من كان عالمًا بدين الله ووسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يستطيع إبليس أن يأخذ منه شيئًا إلا مجرد الوسوسة; أن يوسوس له ولكن ما يستطيع أن يتمكن منه.
“إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ”
“قال ابن القيم -رحمه الله فكلما إزداد العبد من العبودية فبقدرالعبودية فبقدرحفظ الله لك وبقدر بُعدك عن الله بقدر ما يتمكن الشيطان منك”
وقانا الله وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن.