صحابة رسول الله

صحابة رسول الله

شروط صحبة النبي صلى الله عليه وسلم

أما في لسان الشرع، فإن مفهوم الصحابة يختلف. فالصحيح أن الصحبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- هي بتمام الشروط التالية في الصاحب، وهذا تعريف الصحابي والتابعي كما ذكره ابن حجر والجمهور:

  1. من لقى النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى ولو لمرة واحدة.
  2. أن يكون مؤمنًا به.
  3. مات على هذا الإيمان، لأنه هناك من لقيه وآمن به ثم ارتد بعد موته عليه الصلاة والسلام.

كل ما يُفعل ويُنقل عن صحابة رسول الله في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُسمى بالرفع الحكمي، والرفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- يكون قسمان:

  • رفع حقيقي.
  • رفع حكمي.

الرفع الحقيقي كأن تقول أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بكذا أو نهى عن كذا، فذلك يكون رفعًا حقيقيًا بلفظ النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا يثبت منه حكم. أما الرفع الحكمي فهو بأن شيء يُفعل في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يُنكر النبي ذلك، وهذا الشيء يُفيد الإقرار.

في حديث عبادة في صحيح البخاري “كنا نخرج زكاة الفطر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفطر”، لا يُشترط أن يقول “على عهد رسول الله”، يكفي أن يقول “كنا نفعل كذا”، فهذا يُفيد الإقرار على زمن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

أدب الصحابة مع الرسول كان يتمثل في احترامهم وتقديرهم لما جاء به، مما جعل الصحبة والصحابة نموذجًا يحتذى به في التفاعل مع تعاليم الدين. وأخذ من ذلك جمهور أهل العلم على أنه يجوز وتصح إخراج زكاة الفطر إلى قُبيل غروب الشمس في يوم الفطر، وإن كان إخراجها قبل صلاة العيد أفضل.

أما حديث عبد الله بن عباس “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، فهذا الحديث لا يصح مرفوعًا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وإنما اختلف في ضعفه ووقفه على ابن عباس. فإذا قلنا بأنه موقوف على ابن عباس ومتنه يوحي بذلك، إذًا ترجع إلى الأصل الفقهي بأن قول الصحابي حجة بشرطين: ما لم يُخالف نصًا، وما لم يخالفه غيره.

هنا، خالفه عبادة ابن الصامت، وقول عبادة أقوى لأنه أضاف الفعل إلى زمن النبوة بخلاف ابن عباس، وذلك أقوى.

يشترط ابن حزم لكي تقول على شيء حكم يفيد الإقرار، لابد أن نقول “على عهد رسول الله”، لأنه قد يقول “كنا” ويكون ذلك على عهد أبي بكر أو عمر. الأصل هنا أن الصحابي هو الذي عاصر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كان ابن حزم يريد أن ينقلنا إلى زمن أبي بكر أو عمر، فهو الناقل هنا ويجب عليه أن يأتي بالدليل، لأن الأصل أن الصحابي إذا نقل شيئًا يكون في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

مسائل هامة

اقراء ابضا: ما الفرق بين الغيب المطلق والغيب النسبي؟

اقراء ايضا: كيف يهدي الله من يشاء ويضل من يشاء ؟

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *