تعريف الصحابي والتابعي

تعريف الصحابي والتابعي

ذكرنا في المحاضرة الماضية بأن الحديث ينقسم إلى سند ومتن وذكرنا بأن أول جامع للحديث عمر بن عبد العزيز أمرا به ابن شهاب الزهري وذكرنا أن سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت تُكتب في زمنه ولكن أمرْ عمر بن عبد العزيز كان الجمع وكان الذي يكتب كلام النبي صلي الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص وكان أحفظهم. أبو هريرة – رضي الله عنه قال “لم يكن أحداً أحفظ لحديث رسول الله مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب وأنا لا أكتب ” البخاري. وهذه فائدة الكتابة كما قال – صلى الله عليه وسلم ” قيدوا العلم بالكتابة ” إسناده حسن. نتكلم اليوم في عدة مصطلحات ينبغي لطالب العلم أن يفهمها.

ما هو تعريف الصحابي والتابعي؟

الصحابي: كل من لقي النبي – صلى الله عليه وسلم – وآمن به ومات على ذلك ( وهذا الذي عليه جماهير أهل العلم ) ولم نقُل كل من رآه وإلا إستخرج العُميان; لأن عبد الله بن أم مكتوم كان أعمى. ” عبس وتولى أن جاءه الأعمى ” ابن عبد البر : كل من عاصر النبي – صلى الله عليه وسلم – ( يعني كل من أمن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وإن لم يلقاه ) ولكن الصحيح بأن علماء المصطلح، الجمهور منهم يسمونه مخضرما.

مخضرما : من أمن بالنبي في زمن رسول الله ولم يلقه فهذا يسمى مخضرما . فهنا تفهم لما تيجي تقرأ في الكتب أن هذا من المخضرمين (التعريف الاصطلاحي وليس العرفي)

التابعي: كل من لقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هل النجاشي من المخضرمين أم من الصحابة؟ الجواب : نعم, هو من المخضرمين.

هل كل من ولد في زمن النبوه ولم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم يُسمى صحابيًا؟

الصحيح أن لا يكون صحابيا، من هنا هيُبنى عليها أحكام، مثل محمد بن أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – هل يكون صحابيا؟ لأنه يروي أحاديث، ولأنه ولد في حجة الوداع وهذا في صحيح الإمام البخاري ” أبو بكر قال يا رسول الله إن أسماء ولدت فقال النبي أحبستنا ! فلتغتسل ولتستثفر بثوب ( أي تضع شيئا يحبس الدم) وأمرها النبي – صلى الله عليه وسلم – أن تفعل كل شيء إلا أن تطوف بالبيت كما فعل مع عائشة رضي الله عنها “

يبقى مات النبي – صلى الله عليه وسلم – ومحمد بن أبي بكر عنده ما يقرب من السنة فهل الأحاديث التي يرويها تكون مرسلة أم تكون صحيحة ؟ الصحيح : إنها لا تكون أحاديث بل تكون في مقام المرسل .

مثل طارق بن شهاب أيضا وُلد في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكن كان صغيرًا جدًا عنده سنة أو سنتان صاحب حديث “الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ” صحيح أبي داود/ طارق بن شهاب

فمن اعتبره من الصحابة يُحسن حديثه ومن إعتبره من التابعين يقول هذا مرسلا. بعض علماء الحديث يقول هذا حسن والآخر يقول هذا مرسل !!؟ فلو عندك أصل العلم ستعرف المسألة وتحل الإشكال بناءً على هذا الأصل.

أقسام التابعين: التابعي الكبير والتابعي الصغير

والتابعي ينقسم إلى قسمين: ( والقسمين يُبني عليهم أحكام في علم الحديث)

تابعي كبير وتابعي صغير

تابعي كبير: هو من لقي كبار الصحابة, فالعهد قريب مثل: مسروق صاحب عبد الله بن مسعود وسعيد بن المسيب لقي عمر بن الخطاب وكان عنده 8 سنوات.

تابعي صغير: هو الذي لقي صغار الصحابة.

هل هناك فرق بين التابعي الصغير والتابعي الكبير؟

قد يكون بين التابعي الكبير صحابي فإذا قال التابعي: “قال رسول الله” يبقى هنا في إنقطاع . أما الصغير إذا قال قال رسول الله يبقى هنا في إعضال (الإعضال:سقوط راويين علي التوالي), فهنا الحديث معضل ( هنا في راويين في الإسناد مش موجودين ) فهنا الضعف يكون شديد كمثل: قال قتادة صاحب عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – وأبي إسحاق السبيعي صاحب حديث الوتر “علمني النبي – صلى الله عليه وسلم – دعاء الوتر” ويجب على طالب العلم فهم هذا التقسيم لأن حينما نأتي للحديث المرسل تفهم بناء على ماذا تقول هذا مرسل؟ ولماذا قال الشافعي – رحمه الله – الحديث المرسل عن سعيد بن المسيب صحيح وعن غيره ليس بصحيح؟ وماهو الخلاف في المرسل؟ فالتابعي هنا قسمان كبير وصغير.

المحاضرة الثانية: تعريف الصحابي والتابعي

هل يجوز قول “سبحانك فبلي” عند سماع أليس ذلك بقادر على أن يُحيي الموتى؟

حديث ابن أبي عائشة صاحب حديث “كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى قال سبحانك فبلي”

فمنهم من حسن الحديث ، ابن أبي عائشة من صغار التابعين فلما يحدث بالحديث ده عن واحد من كبار الصحابة هو لم يدركه ، فكده يكون بينه وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – راوين فلما يقول الحديث ده عن أحد من كبار الصحابة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – . يبقى الحديث هنا فيه انقطاع لأنه لم يدرك كبار الصحابة وإنما هو من صغار التابعين، الأصل أن بينه وبين النبي – صلى الله عليه وسلم – راويين(الصحابي وراوي ثان). فلما يحدث عن صحابي من كبار الصحابة فهنا الحديث فيه انقطاع فهنا يضعفه كثير من أهل العلم. فلا يجوز قول بلي.

ولو صححنا الحديث إنما هذا كان في قيام الليل وليس في الفرائض وقياس الفرائض على النوافل ممتنع. القياس في العبادات ممتنع فإذا أردت أن تثبت عباده فتثبتها بدليل مستقل. وقال الإمام أحمد في أصول السنة “وليس في السنة قياس”

الفرق بين الحديث الصحيح والحسن والضعيف ؟

الحديث الصحيح: ما اتصل سنده بنقل عدل ضابط من غير شذوذ ولا علة.

لا بد فيه من خمسة شروط حتى يكون حديثا صحيحا ، تثبت ثلاثة وتنفي إثنين.

شروط الإثبات : ما اتصل سنده، بنقل عدل، ضابط ( اتصال السند وعدالة الراوي وضبط الراوي ) النفي: لا يكون شاذا ولا معللا ( سيتم شرحهم تفصيلا إن شاء الله )

ما الفرق بين الحديث المُسند وحديث متصل الإسناد؟

متصل الإسناد: أن هذا سمع من هذا وهذا سمع من هذا . الإمام البخاري – رحمه الله – في أول حديث له يقول حدثنا الحميدي ( الحميدي شيخ الإمام البخاري الذي هو عبد الله بن الزبير ) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن ابن وقاص قال سمعت عمر بن الخطاب ده اسمه إسناد متصل.

هل يستلزم من ثقة الرجال اتصال السند؟

لا, لا يستلزم. مثلا حدثنا ابن عثيمين عن شيخ الإسلام ابن تيمية عن ابن مسعود فهذا سند ورجاله ثقات. هل يكون متصلا؟ لا يكون متصلا، فلا يستلزم من ثقة الرجال أن يكون السند متصلا فلا تأخذ من أن رجاله ثقات بأن يكون الحديث صحيحا.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *