هل الإرادة بلا عمل يأثم العبد عليها أو يثاب؟
النِّيَّة : هِي تَميِيز العادات عن العبادات.
إنسان أراد أن يتصدق أو يزني أو يفعل طاعة أو يفعل معصية، هل بمجرد الإرادة هذه له أجر في الطاعة؟ وهل بمجرد أنه أراد المعصيه ياثم عليها وإن لم يعملها؟ هو لم يفعل هو فقط أراد. هل يأخذ الأجر اذا فعل الطاعه أو ياخذ الاثم اذا فعل المعصيه؟
قولان:
القول الاول: إن أراد الطاعة ولم يعمل وإن أراد المعصية ولم يعمل فلا أجر له ولا إثم عليه لأن الله قال “رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”
وقوله -صلى الله عليه وسلم- ” إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ” وهذا هو دليلهم وهذا إنسان حدث نفسه بطاعة أو حدث نفسه بمعصية فلا يأثم ما لم يعمل او يتكلم.”
الفريق الثاني: الحديث صحيح ولكن مراده مراد أخر.
لان النبي -صلى الله عليه وسلم- قالإذا الْتقى المسلمان بسيفَيهما ، فقتل أحدُهما صاحبَه ، فالقاتلُ و المقتولُ في النَّارِ قيل : يا رسولَ اللهِ هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ ؟ قال : إنه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه
(ليه المقتول ياخذ الاثم) قال -صلى الله عليه وسلم-إنه كان حريصًا على قتل صاحبه (كان هيقتله لكن مقتلهوش ولكن كان عنده نية وعزم بالقتل)
إِنَّمَا الدُّنْيَا لأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لاَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلاَ يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلاَ يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلاَ عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ)… قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
يمكنك أيضا قراءة: ضبط الراوي وعدالته في علم مصطلح الحديث
إنما الدنيا لأربعة نفر : أنا وأنت واحد من الاربعة دول محدش هيخرج منهم.
عبد رزقه الله مالا وعلما: يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه عارف هو هيحط الفلوس فين
عبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا: لو أن لي مال فلان لعملتُ الذي عمل. كنت تصدقت وخرجت زكاة وأطعمت المساكين وزوجت الفقراء فقال -صلى الله عليه وسلم- فهو ونيته فهما في الأجر سواء. يأتي يوم القيامة يجد في صحيفته أنه تصدق وأطعم مساكين وعمل مائدة رحمن وفعل وفعل وفعل رغم أنه لم يفعل. على أي شيء أخذ الأجر؟ أخذ الأجر كأنه فعل لانه عزم ونوى ولكن منعه مانع ألا وهو أنه ليس معه مال.
وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما: لا زكاة بيأديها ولا صلة رحم بيوصلها ولا صدقة بيخرجها مفيش حاجه خالص. فالعلم حاكم ,بيحكمك, هتعمل ايه وهتترك ايه؟!
وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما: ده لامعاه دين ولا دنيا ( فقري ) ده باصص للراجل الذي أوتي مال وعلم بص للتاني الذي اوتي مال ولم يؤتي علم ويقول لو أن لي مثل مال فلان لعملت الذي عمل.زي ما واحد بيتفرج على اليوتيوب وشايف ممثل او مغني ليله في كباريهات ونهاره مصايف وبيخرج مع البنت ديه فيجي المعلم ده ويقول لك اه ناس عايشه (ناس هايصه وناس لايصه)
هو ده عايش؟ لا ده ميت , اللي عايش ده هو العالم الذي يمشي بين الناس بعلمه
“أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا”
يمكنك الإطلاع علي: حب الرئاسة بين السلف والخلف
أحلام اليقظة لابن الجوزي وابن القيم
يقول لك لو معايا الفلوس كنت خربتها خروجات ونسوان وخمرة والساحل الشمالي والساحل اليميني كنت خربتها فهذه تسمى أحلام اليقظة والتي يسميها ابن القيم رأس مال المُفلسين والحمقى.
هو ده رأس ماله هو جاب كوباية شاي وقاعد في اوضته مثلا وبيشرب السيجارة وعمال يفكر ودماغه تروح الساحل الشمالي والساحل الجنوبي وكل ده هو لسة قاعد في الاوضة بتاعته وعمال يفكر عصاير هنا واكل هناك وشرب هنا وخمره هناك ومخدرات. هذه تُسمى رأس مال الحمقى والمغفلين فلما يفوق يلاقي نفسه لسة قاعد في الاوضة بالسيجارة وكوباية الشاي فلما يفوق ويرى نفسه بهذه الحالة فيزداد فقر على فقر ويأس على يأس ونكد على نكد.
“فلا راحة العارفين ولا لذه الجاهلين”
ابن الجوزي ذكر رجل في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين: فكان يتكلم بأن من أصول الحمقى والمغفلين هي أحلام اليقظة (الشخص اللي دماغه بتسرح دي) فالرجل الذي ذكره ابن الجوزي هو رجل أبوه مات وترك له ورث (الورث زلعة عسل) هو قاعد وماسك العصاية بتاعة ابوه قال لك الزلعة هتتباع بكام؟ ب 1000 دينار يبقى هتجيب 3 زلعات وال 3 زلعات هيتباعوا ب 3000 دينارهيجيبوا 6 زلعات والست زلعات راحوا ل 12 زلعة وبعد كده راحوا ل 100 زلعة وال 100 زلعة دول كده خلاص انا بقيت مليونير. معنى كده إني هسيب القرف اللي انا عايش فيه ده وهشتري قصر كبير وهقعد في القصر وهجيب الخدم والجواري وأسوق الجواري والخدم وهو بيلوح بالعصايه بتاعته فكسر الزلعة (فقري)
يمكنك أيضا قراءة: أقسام الفقر
هذا الفكر والاماني هي رأس مال الحمقى والمغفلين فالذي يريد أن يفعل شيء
قال الله: ” وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا ” مش قاعد
فالشاهد: فهو ونيته فهما في الوزر سواء سيأتي يوم القيامة ويجد في ميزان سيئاته الزنا وسرقة وسهر هنا وهناك ورغم انه لم يفعل أي حاجة من ديه ولكنه عزم ولكن المانع أنه ليس معه المال.
هل وجود العزم مع وجود المانع يُعد العزم عمل؟
حرامي عاير يسرق بيت الشيخ فلأن وكل يوم يحوم حواليه فكل لما يروح يلاقي الشيخ صاحي والبواب صاحي ويجي بكرة ويجي بعده مش عارف يسرق البيت بسبب إن الناس صاحية فقال خلاص سيبك من البيت ده وخلينا في بيت تاني فيذهب يوم القيامة ويجد في صحيفة سيئاته أنه سرق بيت الشيخ. طيب أنا هتحاسب عليه ليه؟ تُحاسب لأنك عزمت.
ما الفرق بين العزم والخطرات؟
العزم: لا بد أن يُصاحبه قول أو فعل (إلا إذا كان هناك مانع يمنعه) لازم يتحرك
أنت قاعد في البيت جالك في ذهنك حضور مجلس العلم؟ هل في مانع يمنعك؟ لا. هل قمت من مكانك؟ لا. ما قمت خلاص كده إسمه خاطر
لكن لو انت بقى عايز فعلا ورايد وعزمت فيَحدُث شئ إسمه الباعث (اللي هو لازم تتحرك لازم تقوم لازم تتكلم) إلا لو في مانع بقى إن رجله إتكسرت إيده حصل لها حاجه فهنا يأخذ الأجر وإن لم ياتي
طيب انا ما روحتش الدرس ده هاخذ الأجر ليه؟ انت عزمت لكن حصل مانع فتأخذ الأجر
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابه في غزوه تبوك ” كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزَاةٍ، فَقالَ: إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلَّا كَانُوا معكُمْ؛ حَبَسَهُمُ المَرَضُ. وفي رواية: إلَّا شَرِكُوكُمْ في الأجْرِ.” (مرض منعه، ليس معه مال علشان يشتري حصان أو جمل يذهب به مع النبي)
يمكنك أيضا قراءة: أمراض القلب
العزم مع وجود المانع يثاب العبد بالطاعه ويأثم العبد إن كانت معصية
لو انت صايم مثلا في عز الحر وجات الساعه 2:00 الظهر وانت خلاص تعبت وقلت يا جماعة انا مش قادر هموت من العطش بعد شوية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبعد شويه كمان يرجع يفكر انه تعبان وعايز يشرب ويقول ويرجع ويقول ويرجع (ده اسمه تردد وليس عزما)
تردد النيه لا يعد عزما. متى يُعد عزما؟
لو هو راجع هو وصاحبه من الشغل مثلا قال لك خلاص أنا مش قادر هموت من العطش. حد معاه مية يا جماعة؟ لا ما فيش طب خلاص أول كشك نزلني عنده. طيب استهدى بالله فكر ثاني؟ لا خلاص أنا زوري هيتشق نُصين.عدي على الكشك الأول قافل والكشك الثاني قافل لحد ما لقي نفسه وصل البيت والعصر أذن قال لك خلاص كلها ساعتين والمغرب هياذن نكمل صيامنا بقي.
هنا لا صومك باطل ! لأنه نقد ركنًا من أركان الصيام (الذي هو النية) هو عزم ولكنه لم يعمل لوجود مانع مش لاقى المياه.
القاعدة ” التردد لا يعد عزما “
وإنما العزم يكون مع وجود قول أو فعل ولكن يمنعه مانعا فيعد هنا عمل كأنه شرب (وإن لم ياكل وان لم يشرب)
من هنا تفهم قوله تعالى “وَمَن یُرِدۡ فِیهِ بِإِلۡحَادِۭ بِظُلۡمࣲ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِیمࣲ” من يرد!!
كيف نوفق بين هذا وبين حديث إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها؟
نقل شيخ الاسلام ابن تيميه عن الامام احمد بأن الهم همان:
هم يُسمي خطرات:
الخطرة: هي الفكرة اللي عدت في دماغك, فسيبها تمشي لا توقفها لكن إن أوقفتها وقعدت تفكر وعملت منها عزم هنا بقا المسالة الثانية.
هم الخطرات هو الذي في الحديث ” إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ” وهذا هو دليلهم وهذا إنسان حدث نفسه بطاعة أو حدث نفسه بمعصية فلا يأثم ما لم يعمل او يتكلم.”
فكل ما تحدثك به النفس هذا دعك منه لذلك صاحب الوسواس يقول لك انا في نفسي سب لله وسب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللقرآن، هذا في نفسي وهذا دليل على ايمانه لان إيمانه هو الذي يمنعه أن يتكلم.
هم العزم: العزم يؤجر عليه العبد او يأثم وإن لم يعمل (لوجود المانع)
– قال اللهُ عزَّ وجلَّ -وقولُهُ الحقُّ-: إذا هَمَّ عبدي بحَسنةٍ فاكتُبوها له حسنةً، فإنْ عمِلَها فاكتُبوها له بعَشْرِ أمثالِها، وإذا هَمَّ بسيِّئةٍ فلا تكتُبوها، فإنْ عمِلَها فاكتُبوها بمِثْلِها، فإنْ ترَكَها فاكتبوها له حسنة فإنه تركها من جرائي (من أجلي)
كُتبت له السيئه حسنه لانه تركها لله خوفا من الله.
هو عايز يسرق بيت الشيخ مجدي وراح يسرق الشيخ مجدي لقاه بيقيم الليل وسمع قوله تعالى “إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”
فقال استغفر الله وأتوب إليه فتاب ورجع وترك ؟نعم، يؤجرلأنه ترك لله
أما اذا تركها لمانع (البواب مثلا صاحي) يأخذ السيئة لعزمه ولكن حدث مانع ولو لم يحدث المانع لسرق. لذلك القاتل والمقتول في النار. فلماذا في النار؟ لأنه عزم أن يقتله فأخذ إثم القاتل.
العزم لا بد أن يكون معه فعل او قول لا بد للجوارح أن تُطبق لذلك هناك توبه تُسمى توبة الكذابين
توبه الكذابان: يقول لك انا تُبت والحمد لله وسبت كل حاجه (توبة بالقول) لكن الجوارح لم تتب. ده بقى اسمه نفاق نسأل الله السلامة والعافية لان العزم لابد له من قول وفعل.
انت لو عندك عزم علشان تيجي مجلس العلم ومفيش أي موانع هتيجي، لكن واحد يقول لك والله انا كنت عايز اروح بس ما اعرفش ايه اللي حصل ؟! اقول لك انت كذاب لانك لو كنت عازمًا على الذهاب مع انتفاء الموانع لذهبت ولا بد ان يكون العزم مقارنا بفعل.