الفرق بين الحديث الصحيح والضعيف

الفرق بين الحديث الصحيح والضعيف والحسن

الحمد لله رب العالمين تكلمنا في المجلس الماضي في علم مصطلح الحديث، تكلمنا في تعريف الحديث الصحيح وذكرنا أنه لابد فيه من خمسة شروط : تلاتة إثبات، إثنين نفي.

الحديث ينقسم إلى ثلاث أقسام: صحيح وحسن وضعيف

أولاً تقسيم الحديث قبل الإمام الترمذي كان قسمان: صحيح وضعيف.

وكان الحسن من جملة الحديث الصحيح فكانوا يقسمون الحديث إلي صحيح وضعيف. ثم جاء الإمام الترمذي رحمة الله عليه تكلم في الحديث الحسن وجرى الناسُ على ذلك كما ذكر ابن تيمية ذلك وهذا تقسيم اصطلاحي إلي صحيح وحسن وضعيف.

المسألة الثانية:  تعريف الحديث الصحيح والحسن والضعيف

تعريف الحديث الحسن: هو من جملة الصحيح، لذلك أجمع أهل العلم على أن الحسن كالصحيح في الاحتجاج في العقائد والأحكام. (أي في الأحكام الفقهية)

لذلك حينما يأتي مثلا بعض الناس ويقول لك أنا سأثبت أسماء الله عز وجل على ما صح من الحديث وأما الأسماء التي ثبت إسنادها بحديث حسن هذا لا أذكره، ولا أعتمده اسماً، الكلام ده بدعة في الشرع، هذه بدعة،كما ذكر ذلك الرضواني.

إن الحديث الحسن يُحتج به كالصحيح في العقائد والأحكام لذلك هذا يعتبر جهل بأصول الحديث.

 قبل الإمام الترمذي، إنما كانوا يتكلمون في الصحيح، والضعيف والحسن من جملة الصحيح.ثم بعد ذلك اصطلحوا على تعريف الحسن.

 تعريف الحديث الصحيح: ما  إتصل سنده بنقل عدل ضابط من غير شذوذ ولا علة.

الحديث الحسن: ما اتصل سنده بنقل عدل ضابط يخف ضبطه (ظبطه خفيف: حفظه ليس بالقوي كالصحيح)الحديث الضعيف: هو الذي يكون إما ضعيف ضعفاً خفيفاً أو شديداً

الحديث الحسن ينقسم إلي قسمين

حسن لذاته

حسن لغيره: إنما الحديث ضعيف ضعفا خفيفا في ذاته ولكن جاء هذا الحديث من عدة روايات، فيقوى بعضها بعضًا، فارتقى إلى أن يكون حسن، لكن لغيره.

 يعني مثلا إنت مش قادر تمشي وواحد تاني مش قادر يمشي، فاتكأ كل منهم علي الأخر؟ هوعنده 80 سنة ومش قادر يمشي فاستند على رجل أخر عنده 80 سنة مش قادر يمشي، فالإثنين ساندين على بعض، بس هيكملوا, يبقى قام بعضهم ببعض؟ بحيث إن لو واحد لوحده مش هيقدر. يبقى هذا إسمه الحسن لغيره، ما كان ضعيفًا في ذاته لكن جاءت رواية أخرى وروايات قوت بعضها بعضا، فارتقى إلى أن يكون حسن  لغيره فيُحتج به.

مسألة: إذا كان الحديث حسن لغيره والحسن لغيره فيه ضعف في ذاته !!

الضعف في الرواية التي ترتقي للحسن لغيره هذا ضعف من جهة الضبط وليس من جهة العدالة.

يعني واحد مثلا هو في ذاته حفظه ضعيف, ليس من جهة العدالة إنه مبتدع أو كذاب أو فاسق أو كافر، لكن من جهة الضبط, حفظه وضبطه ضعيف. فالضعف ده مع رواية أخرى يقوى بها مع رواية ثالثة. هذا يبين إن الحديث ده له أصل فيرتقي إلى أن يكون حسن لغيره.

مسألة فرعية تجد الإمام الترمذي ممكن يقول هذا حديث حسن صحيح؟

فما معنى كلمة حسن صحيح؟

بعض أهل العلم قال حسن صحيح هذا له معاني عند الإمام الترمذي:

أي هذا الحديث قد حسُن إسناده وله إسناد صحيح آخر.

 يبقى جاء الحديث هذا من طريق إسناده حسن، وجاء من طريق إسناده صحيح، فيقول لك هذا حديث حسن صحيح، وله معانٍ أخرى.

حسن صحيح: أي أن هذا الحديث صحيح، وهو حسنٌ في متناه ولكن الأول هو الذي اعتمده كثير من أهل العلم.

يمكنك الإطلاع علي:

* المحاضرة الأولي: ما موضوع علم مصطلح الحديث وما ثمرته

* المحاضرة الثانية: تعريف الصحابي والتابعي

* المحاضرة الخامسة: الفرق بين الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع

* المحاضرة السادسة: ضبط الراوي وعدالته في علم مصطلح الحديث

ما الفرق بين الحديث الحسن الصحيح والحديث الحسن الغريب؟

حسن صحيح: أن يكون حسن من هذا الطريق الذي هو الإسناد ده وصحيح أيضا من إسناد آخر.

حسن غريب: إعلم أن الأصل في هذه الكلمة أن الحديث والإسناد ضعيف, الأصل في هذا المصطلح أنه يُضعف هذا الإسناد.

المحاضرة الثالثة:الفرق بين الحديث الصحيح والضعيف والحسن

أقسام الحديث الضعيف

من هنا تفهم كلمة المنتشرة على ألسنة الناس، وخاصة الذي نشرتها جماعة التبليغ وغيرهم “أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف “

لذلك ممكن تلاقي واحد يتريق ويضحك. تقول له الحديث ضعيف ! يقول لا هو انت متعرفش؟؟ ماهو خاد ديبوفيت (مقويات وفيتامينات)

هذه دلالة على إستحكام مرض الجهل في القلب، نسأل الله السلامة، الكلمة هذه لا يقولها إلا شخص جاهل.

” يجوز العمل بالحديث الضعيف” ما يقولها إنسان فاهم إيه معنى مصطلح الحديث؟

ضعف خفيف: إنما يكون من جهه الضبط أو من جهه الإرسال أو من جهه السند.

ضعف شديد : الضعف الشديد إذا كان من جهة العدالة. 

يعني إيه تلاقي حديث مثلا ضعيف بس موضوع؟ ضعيف بس منكر؟ يبقى الباب ده باب إيه؟ ده من باب عدالة الراوي.

الراوي ده كذاب,الراوي ده فاسق,الراوي ده رافضي. فمعنى إنك تقول الراوي ده من جهة العدالة فاسق أو رافضي، هذا رجل شيعي، رجل كذا، يبقى ده باب عدالة, يقول لك هذا باب شديد الضعف.

لكن هذا حديث ضعيف.

ضعفته ليه؟ يقول لك أصل الراوي حفظه ضعيف.

الحديث هنا مرسل كما سيأتي إن شاء الله.الحديث هنا فيه انقطاع في الإسناد، الضعف ده ليس كضعف الأول.لأنه ممكن ينجبر بإسناد تاني زي ما قلنا في الحسن لغيره.

لكن لوعندك سند كل واحد فيهم كذاب, هل هذا يقوي بعضهم بعضا ويبقى حسن لغيره؟ كلهم لا يصلحوا ولا يزيد الحديث إلا ضعفًا.

لذلك في الآية “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا

لم يقل فردوا وإنما قال فتبينوا كلمه فتبينوا هي علم الحديث كله. 

الضعف الخفيف ( إنما يكون من جهه الضبط أو من جهه الإرسال أو من جهه السند)

لذلك المقوله المنتشرة “يجو العمل بالحديث الضعيف” أني ضعيف؟

 العمل بالحديث الضعيف المنكر أم الضعيف الموضوع  أم الضعيف المكذوب ؟؟

النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار”

” من حدث عني حديثا يرى انه كذب فهو احد الكذابين”

اقرأ أيضا : طرق تحمل الحديث وأداؤه

هل يجوز العمل بالحديث الضعيف ضعفاً خفيفاً ؟ وماهي شروطه ؟

هل يجوز العمل بالحديث الضعيف ضعفاً خفيفاً (ضعف من جهة الضبط)

جماهير أهل العلم: قالوا يجوز ولكن بشروط (كثير من الناس أخذت يجوز وتركت بشروط) فمن أخذ بالجواز ياخذ بالشروط.

الإمام البخاري والإمام مسلم قالوا: لا, عندنا من الأحاديث الصحيحة ما تكفي لا يجوز بشروط ولا من غير شروط وتابعهم الإمام الشوكاني على ذلك.

الشرط الأول:

ألا يكون الضعف من جهه العدالة (لا تقول لي اعمل بحديث مكذوب أو موضوع أو الكلام ده كله)

الشرط الثاني:

ألا يكون في العبادات ويُبنى عليها أصل ويُحدث أصلاً في العبادات لأن العبادات الأصل فيها التوقيف.

كمثل من قال كذا 1000 مره سبحان الله له أجر كذا ويثاب على كذا. هذا لا يجوز لأن هذا في العبادات وأنت تُحدث ذكر في العباده جديد فهذه بدعة لأن الأصل في هذا الباب التوقف.

الشرط الثالث:

ألا يكون في العقائد كما ذكرنا في باب الأحكام ففي العقائد من باب أولى.

الشرط الرابع:

أن يكون تابعا لأصل صحيح. في كتاب الكبائر للإمام الذهبي باب عقوق الوالدين.

قال تعالى “وقضى ربك ألا تعبدوا ألا إياه”

ثم يذكر بعد ذلك أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم كلها صحيحة عن عقوق الوالدين ثم بعد ذلك يذكر بعض الأحاديث التي تكون ضعيفة. فأنت لا تفهم المسألة فتتعجب وتقول لماذا الإمام الذهبي يذكر أحاديث ضعيفة وهذا لا يجوز وكيف يخفي علي الإمام مثل هذا الكلام وهذا أمر عظيم!!!

لا هذا جهل منك وإنما ذكره تابعاً لأصل, أدخله في التوابع والقاعدة ” يجوز في المتابعات والشواهد ما لا يجوز في الأصول”

كمثل إسلام بحيري الذي ليس في اسمه نصيب, تقولون صحيح البخاري وأصح كتاب بعد القرآن فياتي بحديث ويذكر الإسناد ويقول انظر لهذا الراوي ضعفه الإمام احمد إمام أهل السنة.

هل انت في الأصل تقول عليه أنه إمام اهل السنة !!! وأبو حاتم الرازي يضعفه وابن المديني وكل دول يُضعفوه اللي هما شيوخ الإمام البخاري وفي الأخر تقول لي صحيح !! هل هذا الكلام صحيح؟

نعم الحديث ضعيف والراوي ضعيف.

لكن السؤال؟هل الإمام البخاري ذكر الحديث في الشواهد والمتابعات أم ذكره في الاصول؟

إنما ذكره في الشواهد والمتابعات بحيث إذا حذفت الإسناد فالحديث بأبوابه موجودة وصحيحة.

ثانيا: ممكن الإمام أحمد يُضعفه وفلان ضعفه لأنه عنده ضعيف.

شيخ الاسلام ابن تيمية ” فكل راويٍ خالف الإمام البخاري في تضعيفه فان القول قول البخاري”

ممكن مثلا الإمام احمد يضعف الراوي وفلان يضعف الراوي  لكن الامام البخاري يحسن حديث ويصحح حديث فقول البخاري هوالأقوى. لماذا ؟ لأن كلامه مُبين وأما من ضعفه فكلامه مجمل, وهذه مسألة أخرى.

الشرط الخامس:

ألا يُعتقد بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله لأننا نذكر بأنه حديث ضعيف فذكرناه إستئناسا وليس أصلا.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *