الناس بين التقليد والاتباع (ابن حزم رحمه الله)
قال ابن القيم : “ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده فان القلب إذا كان حيا تألم بورود القبيح عليه ويتألم بجهله بالحق”
مثلا تقول لشخص بأن هذه بدعة, تجده لا يشعر بشيء فطالب العلم يُعرف بأن لديه إحساس, إن في مسألة ويقول إزاي أنا لا أعرفها؟ فيبحث ويأتي بكتب ويبحث هنا وهناك وينظر للخلاف والراجح والمرجوح ويُرجح ثم بعد أن ينتهي يشعر بالراحة.
شخص ثاني: والله بيقولوا إن المسألة فيها خلاف, الأحناف بيقولوا والشافعية قالوا واللهُ أعلم. إحنا منعرفش! طيب ابحث ودور في المسألة! واجتهد واعرف الراجح والمرجوح! لكن لا يفعل كل هذا. ده قلبه ميت لا يحس ولا يشعر.
ابن حزم كان ابن وزير (ابن رئيس الوزراء زي ما بيقولوا مولود وفي بوقه معلقة دهب) وهو صغير يأتي أبيه بمحفظ للقرآن له, وشخص يُعلمه كيف يأكل ويشرب, فحينما دخل البربر الأندلس أبوه إتشال من رئاسة الوزراء حصل قصة كبيرة معاه.
دخل ابن حزم المسجد ذات يوم فجلس لحد ما يقيموا الصلاة فرجل قال له أنت جالس؟ قم صلى ركعتين تحية المسجد. فحينما انتهى من الصلاة أتى له رجل آخر وقال له لما تصلي؟ فهي ليست بفريضة الآن ليست بواجبة إجلس. لو أنا وأنت نعمل إيه؟ والله – جزاك الله خيرًا – وخلاص نصلي العصر ونمشي ونشوف الأكل اللي هيتاكل في البيت وخلاص على كده, ده أنا وأنت يعني (ماعندناش دم بالبلدي كده)
قال ابن حزم – رحمه الله: “رجل يقيمني ورجل يجلسني والله لأطلبن العلم ولاُري هؤلاء”
عنده دم, عنده إحساس زي مثلا واحد يقولك زكاة الفطر مال! والثاني يقول لك زكاة الفطر طعام! تطلع أنت بقي إيه يا شيخنا ؟ والله كله خير, مفيش دم. لكن واحد تاني عنده دم, هو واحد يقولي كده وواحد يقول لي كده والله لأطلبن العلم, هنا يأتي قوله تعالى “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” من هنا ابن حزم رجل لوحده يجعل الأندلس من مالكية إلى مذهب الظاهرية ,المذهب ده حينما تقرأ فيه لازم يكون في عشرات ومئات الناس معه, ده يكتب وده يصنف وده يطبع.
ولما أحرقوا كتب ابن حزم فقال لهم: “إن تحرقوا القرطاس فلن تحرقوا الذي حواه فإنه يدورمعي حيث أدور”
يقول لهم حرقتم كتبي !؟ احرقوا, وكتبهم تاني, إنسان عجيب وعنده صبر وهذا الصبر لا يكون إلا بحب ممكن تتكلم بهذا الكلام وفي واحد تاني مش في دماغه أصلاً ولا فارق معاه وبعد ما يخرج من المحاضرة ممكن يقول لك ماذا قال آنفًا؟ مش في دماغه أصلاً الموضوع, مش في دماغه أصلا.
متي يعرف العبد أن قلبه قد مات؟
متي يعرف العبد أن قلبه قد مات؟
وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ( رجل قلبه مريض ويمضي ولا شاغل باله بأيما شيء والمرض يستحكم عليه مثل الوقت ثم بعد ذلك أصبح مجلسا مجليا ) ولا يعرف به صاحبه ( لماذا لا يعرف صاحبه بأن قلبه مريضا ؟ ) لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها بل قد يموت ولا يشعر صاحبه بموته; وهو أن يموت القلب وصاحبه لا يعرف بموته
أن يترك العلم ويترك الطاعة ويترك الصلاة وهو لا يشعر بذلك. من رحمة الله بالعبد أنه إذا فعل العبد ذنبًا أن يذكره الله ثم يمُن عليه بالتوبة ومن الخذلان أن العبد يُذنب ويُذنب ويُذنب ولا يرجع صاحب هذا المرض, ظل هكذا حتى مات قلبه لإنشغاله بأي شيء آخر حتى مات القلب فمتى يعرف العبد أن قلبه مات ؟ قال ابن القيم – رحمه الله – : وعلامة ذلك أنه لا تألمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده.
حينما يأتي شخص ويقول لماذا تقولون بأن النظر إلى النساء حرام ولا تصافح النساء؟ طيب ما أنا بصافح النساء ولا بحس بأي حاجة في قلبي وبنظر للنساء ولا أشعر بأي شيء في قلبي; بطلوا بقي النظرات الشهوانية الحيوانية بتاعتكم دي !!
صحيح أنت لا تحُس بشيء لأن قلبك الله يرحمه, مات “وما بجرح لميت إيلام”
من الذي يتألم؟ الشخص صاحب القلب الحي
قال ابن القيم – رحمه الله – : فعقوبة الله على القلب بالموت أنه يظل ممتدًا في الذنب فيفعله بغير لذة لماذا يزني العبد ؟ ولماذا ينظر إلى النساء ويفعل الحرام ؟ كل هذا لذة, فالقلب الذي مات يفعل الحرام بغير لذة ولكن ميقدرش يسيبها فالموضوع عنده أصبح شيء عادي فلا لذة على طاعة يفعلها لأن قلبه مات ولا حتى الحرام بيستمتع به لأن القلب مات.